فوائد الرضاعة الطبيعية لنمو الطفل

فوائد الرضاعة الطبيعية لنمو الطفل

تعد مرحلة الرضاعة التي تلي الولادة مرحلة حساسة للأم و الرضيع، فمنذ القديم كانت الأمهات يحرصن على إرضاع أطفالهن رضاعة طبيعية، بالرغم من عدم وجود أبحاث و دراسات علمية آنذاك تثبت فوائد الرضاعة الطبيعية، ولكن تطور العلم أثبت أن للرضاعة الطبيعية فوائد كثيرة لا حصر لها.

و قد حث المختصون الأمهات على إرضاع أولادهن رضاعة طبيعية، فقد أثبتت الدراسات شساعة الفرق بين حليب الأم و الحليب الصناعي، وذلك من حيث العناصر الغذائية المتضمنة فيه من جهة، و من حيث تقوية الرابط بين الأم و طفلها من جهة أخرى، فالرضاعة الطبيعية تفيد الأم أيضا، إذ تعمل على المساهمة في تقليص الرحم بعد الولادة، و ذلك من خلال تحفيزها على إفراز هرمون الأوكسيتوسين الذي يعمل على إعادة الرحم إلى وضعه الطبيعي، كما أنها تعمل على وقاية الأمهات من حالات الاضطراب النفسي التي تمر بها في مرحلة النفاس، كالاكتئاب و القلق و التوتر، إضافة إلى أنها تساعد بشكل ملحوظ على التقليل من الوزن الزائد المكتسب خلال فترة الحمل...إلى غير ذلك من الفوائد الكثيرة التي تعود بها على الأمهات.

القيمة الغذائية لحليب الأم

تحرص الكثير من الأمهات على تغذية أطفالهن تغذية سليمة تساعد في نموهم و تطورهم، و لعل أفضل غذاء للطفل هو حليب الأم، الذي أثبتت الأبحاث العلمية أنه أفضل ما قد يحصل عليه الطفل الرضيع خلال مراحل حياته الأولى، إذ يحتوي حليب الأم على الكثير من العناصر كالبروتينات مثلا حيث يحتوي على نوعين من البروتينات هما مصل البروتين و الكازيين ، كما يحتوي على بروتينات كاللاكتوفيرين الذي يحارب بكتيريا الجهاز الهضمي، و بروتين الليزوزيم الذي يعزز صحة البكتيريا الصديقة في الأمعاء، إضافة إلى الدهون التي تشكل 4% من حليب الأم، كما يحتوي حليب الأم على نسب متفاوتة من الفيتامينات تعتمد أساسا على ما تتناوله الأم ، و لذلك غالبا ما تنصح الأمهات بتناول مكملات غذائية من الفيتامينات خلال فترة الرضاعة، إضافة إلى أن حليب الأم يحتوي على كميات وفيرة من الكربوهيدرات والماء … إلى غير ذلك من العناصر المغذية.

فوائد الرضاعة الطبيعية للطفل

نظرا لاحتواء حليب الأم على مجموعة كبيرة من المكونات التي يصعب جمعها و إيجادها في أي نوع من المنتجات المصنعة، فإنه يحتوي على الكثير من الفوائد التي تعود بالمنفعة على صحة الطفل ، و التي نذكر منها:

تعزيز جهاز المناعة

يحتوي حليب الأم على عناصر تقوي جهاز المناعة لدى الطفل، و تساهم في حمايته من أمراض مختلفة، حيث أثبتت التجارب أن الاطفال الذين يتغذون على حليب الأم بكونون أقل عرضة للأمراض من أولئك الذين يعتمد في تغذيتهم على الحليب الصناعي؛ إذ يحتوي حليب الأم على الليزوزومات و اللاكتوفيرين إضافة إلى أنواع أخرى من المعادن و الفيتامينات التي تقضي على البكتيريا الضارة و تعزز نمو البكتيريا الصديقة.

تحسين صحة الجهاز الهضمي

حيث أثبتت الدراسات أن حليب الأم يحتوي على عناصر تحفز نمو البكتيريا الجيدة لصحة الجهاز الهضمي، إذ يعمل على تحسين عملية الهضم، و حماية الجهاز الهضمي من المشاكل، على عكس الحليب الصناعي الذي يمكن أن يسبب للطفل أمراضا و مشاكل للجهاز الهضمي.

منح الطفل تغذية كافية

يعمل حليب الأم على منح الطفل تغذية جيدة تقيه من الأمراض، فبفضل احتوائه على الفيتامينات والمعادن الضرورية التي تساعد على نمو الطفل، و تمتعه بصحة جيدة، و ذلك من خلال تزويد جسمه بالمغذيات الضرورية التي تضمن عمل وظائف الجسم، و تطورها بشكل سليم.

تعزيز القدرات الإدراكية

حيث أثبتت التجارب أن الرضاعة الطبيعية تعزز القدرات الإدراكية للأطفال، إذ أن الأطفال الذين يتم إرضاعهم حليبا طبيعيا يتمتعون بقدرات تواصلية و إدراكية أكثر من غيرهم، كما أنهم يتمتعون بنسبة ذكاء مرتفعة مقارنة بغيرهم من الأطفال.

تهدئة الطفل

تعد الرضاعة الطبيعية من أكثر العوامل التي تساعد الطفل على التمتع بنوم هادئ و مريح، حيث أن قوة العلاقة التي تربط بين الطفل والأم تعمل على تعزيز الشعور بالراحة والطمأنينة لدى الرضيع، مما يساعده على النوم.

الوقاية من الأمراض المزمنة

يحمي حليب الأم الأطفال من الإصابة بالأمراض المزمنة، حيث يحتوي حليب الأم على المواد المضادة للأكسدة، التي تعمل على وقاية الطفل من مختلف الأمراض كالسكري و ضغط الدم، و لا تقتصر حمايته للطفل على سنواته الأولى، و إنما تستمر هذه الحماية إلى السنوات المتقدمة من عمر الإنسان.

ماهو اللبأ ؟

اللبأ هو الحليب الأول الذي تنتجه الغدد اللبنية بعد الولادة مباشرة، و تشير الدراسات أن اللبأ ذو فوائد كثيرة للرضيع، إذ تنصح الدراسات بضرورة إطعام الطفل ذلك الحليب الغني بالفوائد، فهو غني بالفيتامينات و المعادن الضرورية لصحة الجسم.

نصائح مفيدة عن حليب الأم

تختلف كمية الحليب التي تنتجها الأم من حالة إلى أخرى، و لكن متوسط إنتاج الحليب يبلغ حوالي لتر يوميا، و ينصح بأكل المواد الغذائية المعروفة بإدرار الحليب لزيادة كمياته حتى تتمكن الأم بإشباع الرضيع الذي يتناول كمية تتراوح بين 200 و 250 ميليلتر من الحليب في كل وجبة.
كما ينصح المختصون أن بإرضاع الطفل رضاعة طبيعية حتى يبلغ 16 شهرا، و ذلك بهدف إعطاء الطفل كل ما يحتاجه جسمه من فوائد تساعده على النمو بشكل سليم.